أين الدولة يا دولة
عندنا امن دولة .. بس من غير دولة!!
الحل بعد الحل
تدور هذه الايام اشاعات عديدة حول حل غير دستوري لمجلس الامة، وكما تعودنا بالكويت دائمًا ان مثل هذه الاشاعات لا تخرج اعتباطًا وانما تكون مثل بالونات الاختبار، تتعمد السلطة دوما بدفعها الى الشارع لجس النبض ومعرفة ردة الفعل، فبالواقع قد يكون مصطلح اشاعة غير مناسب وانما نسميها بالنية او الرغبة، ولكن هل تتحقق او تتم هذه النية ام، فهذا الامر مفتوح حتى تكتمل الحسبة.
لو ننظر إلى المعطيات الأخرى، وإلى التجارب التاريخية التي مرت بها الحياة السياسية في الكويت، نلاحظ انه عادةً ما تلجأ السطلة إلى طقوس معينة قبل كل حل، وأهم هذه الطقوس هو خلق جو عام متوتر بين السلطتين، وتضخيم القضايا التافه او الضيقة وتصويرها وكأنها قضايا مصيرية، مثل استجواب الكليب في 99 ونبيها عدالة في 2006 وكأن حرب أهلية كانت ستقع، وهذه الايام نرى قضية اسقاط القروض واستجواب السنعوسي! فالقروض أغلب النواب المطالبين بإسقاطها هم من المحسوبين على السلطة ومن السهل عليها اسكاتهم، والسنعوسي ليس بالوزير السوبر الذي يستاهل كل هذه التغطية من الحكومة، محمد ابوالحسن ويوسف الابراهيم ما وقفت الحكومة معاهم كثر ماهي واقفة مع السنعوسي، معنى الكلام السلطة تريد تأزيم، خصوصًا وان السنعوسي كان مستهدف من قبل اعلان الوزارة!
إذا السلطة تبحث عن أزمة، تريد خلق أزمة، وفي نفس الوقت وكما عودتنا دائمًا تقوم بدفع بالونات الاختبار، وتسرب نيتها بحل المجلس. ولكن في هذه المرة نية أكبر وأعظم من سابقاتها، اليوم هناك مشكلة حقيقة داخل السلطة، أو داخل بيت الحكم، وهي ما تطرق له الأخ
كله مطقوق في مقالاته الاخيرة، السلطة تسعى لحل دائم وشامل لمسألة الخلاف داخل بيت الحكم، خصوصًا بعد ان تشتت اطرافه وزادت النزاعات داخله، فلذلك نسمع بالفترة الاخيرة اشاعة أو نية اخرى حول تحويل الكويت من نظام الامارة إلى نظام ملكي ينحصر الحكم فيه بسلالة الامير الحالي.
وبطبيعة الحال، النظام الدستوري الحالي لا يسمح بتعديل مادة توارث الامارة، ولا بتغير نظام الدولة، فللتحول من نظام الامارة إلى نظام ملكي صار مليًا على السلطة حل المجلس حل غير دستوري لتغير نظام الحكم، وبعدها قد يكون هناك دستور جديد ولا ندري أي مكتسبات ستحفظ لنا فيه!
ومبروكين مقدمًا، فأميرنا بصير ملك، وشيوخنا بصيرون أمراء، واحنا بنصير شيوخ :)
عيدكم مبارك
عيدكم مبارك وكل عام وانتم بخير .. وتقبل الله طاعة الجميع :)
الفرق بينا وبينهم!
بداية أعتذر عن الإنقطاع عن التدوين لفترة شهر، وذلك لأسباب عديدة أهمها إنعفاس الجدول اليومي مع بداية رمضان.
بعيدًا عن المسخرة التي تدور حاليًا من مسلسلات رمضانية في التلفزيون، الذي لم أشاهده ولم أتابع أي من مسلسلاته، تتصدر الأخبار الدولية في اليومين الأخيرين قضية النووي الكوري الشمالي. حيث فجأة أصبح هو القضية الأهم، بعد أن كان النووي الإيراني هو المسطير على الأخبار الدولية في الفترة.
ذكرت القبس في عددها اليوم الخميس، موقف الثلاثي الروسي والصيني والكوري الجنوبي من معارضة أي قرار عسكري ضد كوريا الشمالية. وهنا لو نلاحظ وجود كوريا الجنوبية، وهي الحليف الإستيراتيجي لأمريكا، ومع ذلك تعارض السياسة الأمريكية.
ببساطة نستطيع أن نستشف من هذا الموقف صلابة القرار السياسي في الخارجية الكورية الجنوبية، وحرصها على الأبعاد الإستيراتيجية التي قد تؤثر على دورها في المنطقة لو أنها وافقت الولايات المتحدة جملة وتفصيلا، وإن كانت كذلك ربما خلف الستار.
في كوريا الشمالية، هناك إنتاج رسمي وعلني للقنبلة النووية، ومع ذلك نجد من كوريا الجنوبية ذلك الموقف العقلاني، في حين في عالمنا العربي، وخصوصًا الخليجي، والذي يفترض بأبطال السياسة الخارجية فيه أن يكون لهم وجهة نظر عقلانية، نجدهم يمارسون النقيض بالضبط من الموقف الكوري الجنوبي، وبعضهم يزيد الزيت على النار بدل تهدئه الوضع!
وكنت قد كتب قبل فترة عن موضوع السياسة الخارجية، واليوم أعيد نفس السؤال، لماذا سياستنا الخارجية متخلفة إلى هذا الحد؟
Slow Down
قد أكون بالفترة الأخيرة مقصرًا بحق أصدقائي المدونين، حيث قلت زياراتي لعالم المدونات ومتابعة ما يكتب فيها، فلذلك أستميحكم العذر. قد تكون عودة الأصدقاء من السفر ومن عطلة الصيف لها تأثير وربما انتعاش البورصة جزئيًا له تأثير، حيث اعتدت على زيارة المدونات في فترة الصباح التي كانت شبه خالية من أي عمل، وفي الفترة الأخير صارت نوعًا ما مملوءه!
لاحظت أيضًا ان بقية الأخوات والأخوة المدونين خفت كتاباتهم، فلا أدري هل هذه فترة ركود معتادة، خصوصًا مع إقتراب رمضان وربما مع الصيام تعود الصيحة والزحمة؟ وهل عدم وجود أحداث قوية على الساحة السياسية له تأثير على الركود؟
عمومًا إن شاء الله الجميع بخير ونشوف كتاباتكم ونرجع مرة أخرى للمتابعة الحميمة بأسرع وقت.
وقرة عينكم على رجعة الدكتور :)
Back to Politics: Liberalism in Kuwait?
Very intersting article for Aldeyen published in Alray Alaam on Monday, worth discussion.
بعد التحرير، وفي محاولة لتجاوز أزمة الاتجاهين القومي واليساري، وجد العديد من أفراد النخب الثقافية والسياسية الكويتية من المنتمين إلى هذين الاتجاهين في الليبرالية ملجأ بديلاً، خصوصاً أنّ الليبرالية برزت كفكرة «منتصرة» بعد سقوط الاتحاد السوفياتي!والملاحظة الأساسية أنّ كثيرين، في الكويت، ممَنْ انتقلوا فعلاً أو ادعوا الانتقال من مواقعهم القومية واليسارية السابقة إلى الاتجاه الليبرالي، أو مَنْ يُطلق عليهم هذا الوصف، لم يكونوا مطلعين بشكل كافٍ على الليبرالية كاتجاه فكري، واقتصادي، وسياسي، وتطورها التاريخي، وتناقضاتها... إذ كان انتقالهم سريعاً من دون نقد جاد ومعمّق لأفكارهم القومية أو اليسارية السابقة، التي تخلوا عنها، وإن لم يكونوا جميعهم قد تخلوا عنها، حيث اكتفى معظمهم بالتبرؤ الساذج منها وترديد الشعارات السطحية المناقضة لها، ولم يتفحصوا بدقة الاتجاه الفكري الجديد، الذي انتقلوا إليه، أو ادعو انتقالهم له، أو اتهِموا بذلك، وقليل منهم ربما قرأ عنه أو حوله، خصوصاً أنّ الليبرالية مصطلح ملتبس بعض الشيء عندما نتناولها من مداخل مختلفة فلسفية، أو اقتصادية، أو سياسية، وإن كانت بشكل عام تتركز حول فكرة التحرر... حيث اهتمت في البداية وفقاً لمفهومها التقليدي بتحرير التجارة «دَعه يمر... دَعه يعمل»... ولاحقاً انتقلت إلى المجال السياسي حيث قُرنت الليبرالية بالديموقراطية، وهما ليستا كذلك تماماً... ناهيك عما شهده الاتجاه الليبرالي في العالم من تغيرات في مواقفه الاقتصادية – الاجتماعية، فبينما كان الليبراليون يؤيدون سابقاً دولة الرفاه والحقوق النقابية، فإنهم منذ عقد الثمانينيات من القرن العشرين اتخذوا مواقف تدعو إلى تقليص ضمانات دولة الرفاه وتقييد النقابات، وأصبح الميل السائد ضمن الاتجاه الليبرالي هو الميل «الليبرالي الجديد» الداعي إلى: تعظيم الأرباح مع التخلي عن المسؤولية الاجتماعية لرأس المال، وإطلاق المنافسة من دون قيود أو حدود أو حماية، والخصخصة، وتصفية دور الدولة، والتحلل من الهوية والثقافة الوطنية!وهناك ملاحظة طريفة تسترعي الانتباه، وهي أنّ «الليبراليين» الكويتيين، في معظمهم، لم يطلقوا يوماً هذه التسمية على أنفسهم، كما لم يطلقوها على تجمعاتهم وكتلتهم النيابية، وإنما هي تسمية أطلقها عليهم منافسوهم وخصومهم، أو اسبغتها عليهم الصحافة، وربما كان هذا إقرارا مسبقاً وصحيحاً بأنّ معظمهم ليس ليبرالياً ولم يَدَّعِ ذلك أصلاً، أو هي محاولة تجنب الملابسات، التي يحملها هذا المصطلح اللاتيني الأصل!وفي الوثائق الأساسية للتنظيمات القائمة، وعلى أرض الواقع والممارسة السياسية، نلاحظ أنّ هناك من جهة فارقاً بين الميل العام لدى «التجمع الوطني الديموقراطي»، الذي ينحو إلى «الليبرالية الجديدة»، وبين «المنبر الديموقراطي»، الذي لا يزال في وثائقه البرنامجية يتمسك بتوجهاته التقدمية العامة، ولا يقر تماماً التوجه «الليبرالي الجديد» خصوصاً في الميدان الاقتصادي – الاجتماعي، كما نلاحظ من جهة أخرى أنّ بعض قياديي «المنبر الديموقراطي» ونشطائه يحمل ميولاً «ليبرالية جديدة»، وهذا ما انعكس على الخطاب السياسي والبرلماني للمنبر فترة من الوقت، وذلك على خلاف توجهات وثائقه البرنامجية والطبيعة الشعبية لقواعده الاجتماعية تاريخياً، بحيث أصبح الأمر مادة للصراع الداخلي منذ نهاية العام 2000 مع «التيار الشعبي» داخل المنبر في الموقف تجاه قضايا الخصخصة، والرسوم على الخدمات، وحقول الشمال، وقانون التأمينات الاجتماعية، والمنظور الإسكاني، أولوية الإصلاح الاقتصادي، وكلفته الاجتماعية!وتبقى أخيراً ملاحظة جديرة بالتوقف أمامها وهي أنّ الخطاب السياسي الانتخابي لمرشحي المنبر، وتحديداً خطاب مرشحَيه الأستاذين عبداللّه النيباري ومحمد عبداللّه العبدالجادر في المعركة الانتخابية الأخيرة اتسم بشكل عام بالنفس الشعبي التقدمي، وهذه قد تكون بداية «عودة الوعي» أو «عودة الروح» إلى «المنبر الديموقراطي»... أما «التجمع الوطني الديموقراطي» فلم يكن له حضور واضح في الآونة الأخيرة، وإن كان في الغالب لا يزال محافظاً على توجهاته «الليبرالية الجديدة» ولكن من دون أن يسميها كذلك!وللحديث صلة...
رحلة إلى الماضي
في مثل هذا الجو الحار من شهر أغسطس، قبل ستة سنوات، كانت عجلات سيارتنا تدور على ذلك الشارع المتلهب من أشعة الشمس، تاركين مدينة سافانا ومتجهين إلى ميامي، على طريق - I-95 South - السماء الزرقاء الصافية والشمس الحراقة، من شدة الحر كان الطريق المستقيم يرينا السراب من بعيد، وكلما اقتربنا منه ابتعد عنا. كنا قد انطلقنا من منزلنا في الخامسة فجرًا، في رحلة لم نخطط لها ولم نفكر بها إلا بعد الثانية عشر من بعد منصف الليل، هي رحلة كغيرها، تبدأ الرحلة قبل الإنتهاء من التخطيط لها، فكم كانت سهلة الحياة وكم كنا أسهل.
طريق الآي 95 ساوث كعادته دومًا، يغذي الروح بالتفاؤل وبالحياة، فهذا الطريق لا ينتهي إلا بمدينة ميامي الساحلية، حيث تتعانق أشجار جوز الهند على المحيط الأطلسي، وما بين تلك الأشجار وذاك المحيط، تتخطرف تلك الإناث الجميلات وقد بانت عليهن آثار شمس ميامي الحارقة، الإناث في ميامي دومًا هن في أقصى حالات الإثارة! تبدأ هذه الصور الرائعة بالمرور بمخيلتي وأنا مسترخي على المقعد، مستقبلا هواء المكيف البارد.
ماهي إلا بضعة أميال وندخل ولاية فلوريدا، وتظهر لوحات التوديع من ولاية جورجيا، ولاية الخوخ، وبعدها يظهر الإعلان الكبير – Welcome To Florida - يظهر الإعلان ومن حوله صور البرتقال، فهي كما يسميها أهلها بولاية البرتقال، وسميت بهذا الإسم لأنها أول منطقة في أمريكا زرع بها البرتقال، وانتجت برتقال فلوريدا الليذيذ، وما إن دخلنا الولاية حتى توقفنا عند مركز الترحيب في ولاية فلوريدا، حيث يتوقف زائروا الولاية عنده للإستفسار عن الطرق وكيفية الوصول للمدن التي يقصدون، وفلوريدا هي من ولايات الجنوب أو ما يعرف بـ - Red Nicks - الرقاب الحمر، وهم معروف بكرمهم وبساطتهم، إضافة إلى عنصريتهم، وإضافة إلى تلك الخدمات التي يقدمها المركز، قدموا لنا عصير البرتقال الطازج، حتى نشعر ونتذوق ولاية فلوريدا.
الطريق لا يزال طويلا، ومزارع سانكست لأشجار البرتقال صار منظرها مكررًا، ولا يزال أمامنا أكثر من 260 ميلا للوصول إلى ميامي، وبطبيعة الحال، إنتهت المواضيع التي كنا نتسلى بها خلال الساعات الماضية، كما أن هناك مواضيع، نحاول عدم الخوض بها والحفاظ عليها، لطريق العودة، فكان السكون يخيم على الوضع، يتخلله صوتٌ خافت لوديع " روحي سبئي نجوم السما، ياما الحلا فيكِ احتما، وألبي إرتما بحضني إرتما"، وأضع سيجارة أخرى بفمي، وأنزل الشباك قليلا، قبل أن آتي بولاعتي لأشعل السيجارة، فيخرج دخان أول نفخة كثيفًا كعادته.
ولكني لا أجد سوى نفسي لا شعوريًا أضغط على كابح السيارة، لأخفف عن السرعة، فعقلي الباطن تعود على تخفيف السرعة قبل الإقتراب من كاميرا الدائري الرابع على طريق الفحيحيل، فتبددت الذكريات الجميلة، وتبسمت للدنيا، فما عدنا بأمريكا، ولسنا مسافرين من
سافانا إلى
ميامي، بل عائدًا من
قاصد خير إلى المنزل.